الحج الإسلامي و التوحيدي مظهر «أَشِدّاءُ عَلَى الْكُفّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ» (4). إنه موطن البراءة من المشركين، و الألفة و الوحدة مع المؤمنين. الذين يهبطون بالحجّ إلى سَفرة زيارية - سياحية، و يخفون عداءهم و حقدهم على الشعب الإيراني المؤمن الثوري وراء عنوان «تسييس الحج»، هم شياطين صغار حقراء ترتعد فرائصهم من تعرض مطامع الشيطان الأكبر - أمريكا - للخطر. الحكام السعوديون الذين صدّوا هذه السنة عن سبيل الله و المسجد الحرام، و سدّوا طريق الحجاج الإيرانيين الغيارى المؤمنين عن بيت الحبيب، هم ضالون مخزیّون يعتبرون بقاءهم على عرش السلطة الظالمة رهناً بالدفاع عن مستكبري العالم، و التحالف مع الصهيونية و أمريكا، و السعي لتحقيق مطالبهم، و لا يتورّعون في هذا السبيل عن أية خيانة.
تمضي اليوم قرابة السنة على أحداث منى المدهشة، التي قضى فيها عدة آلاف نحبهم مظلومين في يوم العيد، و بثياب الإحرام، تحت الشمس، و بشفاه ظامئة. و قبل ذلك بفترة وجيزة تضرّج عددٌ من الناس في المسجد الحرام بدمائهم و هم في حال عبادة و طواف و صلاة. الحكام السعوديون مقصّرون في كلا الحادثتين، و هذا شيء أجمع عليه كل الحاضرين و المراقبين و المحللين التقنيين. و قد طرحتْ ظنونٌ من قبل بعض المختصين حول عمدية الحادث. و من المؤكد و القطعي وجود تعلل و تقصير في إنقاذ أرواح الجرحى الذين ترافقت أرواحهم العاشقة و قلوبهم المشتاقة في يوم عيد الأضحى مع ألسنتهم الذاكرة لله و المترنّمة بالآيات الإلهية. لقد زجّهم الرجال السعوديون المجرمون القساة القلوب مع الموتى في كانتينرات مغلقة، و قتلوهم شهداءً بدل معالجتهم و مساعدتهم أو حتى إيصال الماء لشفاههم الظامئة. فقدتْ عدةُ آلاف من العوائل من بلدان مختلفة أحباءها، و فُجعت شعوبها. و قد كان هناك قرابة الخمسمائة شخص من الجمهورية الإسلامية بين هؤلاء الشهداء. و لا تزال قلوب العوائل جريحة مكتوية، و لا يزال الشعب حزيناً غاضباً.