اتفاقية ملخص عن ولادة الزهراء سلام الله علیها


روى محمد بن جریر الطبری عن المفضل بن عمر ، قال : قلت لأبی عبد الله جعفر بن محمد ( علیه السلام ) : کیف کانت ولادة فاطمة ( علیها السلام ) ؟ قال : نعم ، إن خدیجة ( رضوان الله علیها ) لما تزوج بها رسول الله ( صلى الله علیه وآله ) هجرتها نسوة مکة ، فکن لا یدخلن علیها ، ولا یسلمن علیها ، ولا یترکن امرأة تدخل علیها ، فاستوحشت خدیجة من ذلک .

فلما حملت بفاطمة ( علیها السلام ) ، وکانت خدیجة تغتم وتحزن إذا خرج رسول الله ( صلى الله علیه وآله ) ، فکانت فاطمة تحدثها من بطنها، وتصبرها ، وکان حزن خدیجة وحذرها على رسول الله . وکانت خدیجة تکتم ذلک عن رسول الله ( صلى الله علیه وآله).
فدخل یوما ، فسمع خدیجة تحدث فاطمة ، فقال لها : یا خدیجة ، من یحدثک ؟ ! قالت : الجنین الذی فی بطنی یحدثنی ویؤنسنی . فقال لها : یا خدیجة ، هذا جبرئیل یبشرنی بأنّها أنثى ، وأنها النسمة الطاهرة المیمونة ، وأن الله ( تعالى ) سیجعل نسلی منها ، وسیجعل من نسلها أئمة فی الأمة ، ویجعلهم خلفاء فی أرضه بعد انقضاء وحیه .
فلم تزل خدیجة على ذلک إلى أن حضرت ولادتها ، فوجهت إلى نساء قریش وبنی هاشم لیلین منها ما تلی النساء من النساء . فأرسلن إلیها بأنک عصیتنا ، ولم تقبلی قولنا ، وتزوجت محمدا ، یتیم أبی طالب ، فقیرا لا مال له ، فلسنا نجیئک ، ولا نلی من أمرک شیئا ، فاغتمت خدیجة لذلک .